أساطير كرة القدم

ZoOoLa_Ma7asia · **مرسل:** الأربعاء نوفمبر 08, 2006 2:43 am

يعتبر الليبيري جورج ويا أعظم لاعب كرة قدم أنجبته القارة الافريقية في تاريخها، وحاز من المجد والألقاب على المستوى الشخصي ما لم ينله أي لاعب من أبناء جيله أو ممن سبقوه بما في ذلك جوهرة موزمبيق البرتغالي الجنسية يوزيبيو، فهو لاعب القرن في القارة السمراء، وهو أول لاعب أفريقي يحرز الألقاب القارية والعالمية الثلاثة باختياره أفضل لاعب في العالم، وأوروبا وافريقيا للعام ،1995 كما اختير أيضاً أفضل لاعب في افريقيا للأعوام ،1989 1994 و،1995 وحاز على جائزة اللعب النظيف لعام 1996 من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وحل ثانيا في مسابقة أفضل لاعب في العالم لعام 1996 التي فاز بها البرازيلي رونالدو·
وطيلة مشواره الكروي وحيثما حل جورج ويا في أي ناد سرعان ما يلفت الأنظار بأدائه القوي وخلقه وأدبه الجم ويصبح معشوق الجماهير سواء في كانون ياوندي، موناكو، باريس سان جيرمان، اي سي ميلان، أو نادي الجزيرة، ويتمتع بشخصيته كاريزمية وحضور عالمي قوي أهله للاختيار كسفير لمنظمة اليونيسيف في ابريل 1997 لخدمة قضايا الأطفال ورفع مستوى الوعي والادراك بها في أنحاء العالم المختلفة· وفي هذا المجال لا يبخل ويا بجهده وماله حيث أنشأ هيئة خيرية تحمل اسمه لتقديم العون الانساني للأطفال من ضحايا الحروب الأهلية والمجاعات والكوارث الطبيعية والايدز في ليبيريا والقارة الافريقية، الأمر الذي أكسبه احترام وتقدير الكثيرين بما في ذلك الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا الذي أطلق عليه لقب مفخرة افريقيا اعترافاً وتقديراً للدور الكبير الذي يقوم به في خدمة قضايا القارة السمراء·

كما يحظى ويا بشعبية واسعة وهالة قدسية في وطنه ليبيريا وينعكس ذلك في الاستقبالات الجماهيرية الحاشدة التي تنتظره في كل زيارة لمسقط رأسه فروفيا·
بيد أن طريق جورج ويا نحو القمة لم يكن مفروشاً بالورد، فقد نشأ كمعظم نجوم افريقيا وأميركا الجنوبية في الأحياء الفقيرة وتعلم الكرة في الحواري والأزقة الترابية الضيقة، وبعد انفصال والديه تربى في كنف جدته ايما مع ثلاثة عشر آخرين من أفراد الأسرة وهو سر تمسك ويا بالقميص رقم ،14 وارتباطه بعلاقات وثيقة مع أسرته وأهله الذين لا يبخل عليهم بأي شيء من الأموال التي حباه الله بها· وبدأ ويا مشواره الكروي في فريق يونج سيرفايفرز المحلي في موسم 1983 ــ ،1984 ليغادره بعد عام الى فريق بونجرانج بونجمين لموسم واحد أيضا (1984 ــ 1985)، قبل أن ينتقل الى فريق مايتى بارول (1985 ــ 1986) ثم فريق اينفينسيبل 11 في موسم 1986 ــ ،1987 الذي شد منه الرحال الى الكاميرون للعب في فريق كانون ياوندي الشهير حيث حقق معه بطولة الدوري في أول موسم له (1988) وهي أول بطولة يحرزها في مشواره الكروي، وكانت جواز مرور له إلى الدوري الفرنسي حيث التقطته عينا الخبير الكروي ومدرب الكاميرون الفرنسي كلود ليروى فأوصى صديقه مدرب فريق موناكو ارسين وينجر بضرورة ضمه، حيث أمضى أربع سنوات (1988 ــ 1992) في مدينة الأحلام، وتعهده وينجر بالرعاية وكان بمثابة الأب فتفجرت مواهبه وخطورته كهداف، وقاده لنهائي كأس الكؤوس للأندية الأوروبية عام ،1992 قبل أن ينتقل الى باريس سان جيرمان حيث توالت الألقاب والبطولات تباعا حيث أحرز معه بطولة الدوري الفرنسي مرتين في عامي ،1994 و،1995 وأيضا بطولة كأس فرنسا للأعوام ،1991 ،1993 1995 ليتم اختياره أفضل لاعب في العالم وأوروبا وافريقيا لعام ،1995 وهو شرف لم ينله أي لاعب في تاريخ الكرة على الاطلاق· وفي عام 1996 انتقل ويا الى الدوري الايطالي في صفوف ايه· سي· ميلان خلفا للأسطورة الهولندي ماركو فان باستين ولعب الى جانب الهولندي باتريك كوليفرت، والألماني بيرهوف والأوكراني شيفشينكو، وأمضى ثلاث سنوات حقق فيها الفوز بالاسكوديتو في عام ،1996 و،1999 انتقل بعدها الى الدوري الانجليزي في صفوف تشيلسي على سبيل الاعارة في موسم 1999 ــ ،2000 ثم فريق مانشستر سيتي أحد أندية الدرجة الأولى في اغسطس 2000 لمدة عامين، إلا أنه لم يمكث سوى شهرين في مين رود قبل أن ينتقل إلى أولمبيك مرسيليا في انتقال حر ومنه الى نادي الجزيرة الاماراتي· ويعتبر جورج ويا أبرز نجم عالمي يلعب في دوري الامارات على الاطلاق، وتمكن بخبرته وشخصيته الكاريزمية مع زملائه جيمس ديبا وحسين سهيل وسعيد جمعة من قيادة الجزيرة للمنافسة بقوة على بطولة الدوري المحلي والكأس واحتلال مركز الوصيف في البطولتين، ويعقد عليه الفريق آمالاً عريضة هذا الموسم لقيادته الى منصات التتويج بعد تعزيز خطوطه بخبرة الدولي الاماراتي ونجم خط وسط الشباب بخيت سعد، ومهاجم الشارقة الدولي الخطير عبدالعزيز العنبري، ولاعب الامارات عادل نصيب، وحظى انتقال ويا باهتمام اعلامي وصحافي عالمي واسع وقالت صحيفة يوميورى اليومية اليابانية في موقعها على الانترنت انه على الرغم من أن ويا لم يعد يمتلك قوة الحركة بسبب عامل السن إلا أن الرغبة في الفوز والانتصارات لاتزال تتقد في دواخله وانه عاقد العزم على قيادة الجزيرة خطوة نحو الامام في هذا الموسم وتحقيق الفوز بالبطولة قبل أن يقرر في نهاية عقده البقاء في دوري الامارات أو تجربة حظوظه في دولة أخرى، وهذا يعتمد على مدى رغبة الفريق في استمراره، ونقلت الصحيفة عنه قوله انني لا أرغب في الانتقال من ناد لآخر هنا اذا لم تكن لدى الجزيرة رغبة في استمراري، وإلا فإنني سانتقل للعب في دولة أخرى·

وتعتبر تجربة جورج ويا مع المتخب الليبيري فريدة في نوعها وتجسد إنكار الذات والتفاني في خدمة الوطن وقضاياه، فهو جوهر ولب الفريق وقائده ومديره الفني ومموله وراعيه، لم يدخر جهداً في التبرع والانفاق من ماله الخاص لتجميع اللاعبين واقامة المعسكرات ونفقات السفر والمعدات الرياضية، إلا أن حظوط ويا مع المنتخب لم تكن على مستوى نجاحاته مع الأندية حيث فشل المنتخب الليبيري في التأهل لنهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا و2002 في كوريا واليابان والذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للمرة الأولى في تاريخه لولا تصدر منتخب نيجيريا المجموعة في مراحلها الأخيرة بفارق ضئيل من النقاط· كما لم يحقق المنتخب الليبيري أي انجازات على مستوى القارة الافريقية بعد أن خرج خاوي الوفاض من بطولات الأمم الافريقية التي شارك فيها· وتعتبر مدينة نيويورك هي المفضلة لجورج ويا وارتبط بها منذ عام 1988 وتزوج فيها ويمتلك فيها مطعماً ويرغب في الاقامة فيها بعد الاعتزال وافتتاح مدرسة لتعليم فنون الكرة وصقل المواهب·
كان ويا يحلم في طفولته بأن يعمل يوماً ما كمشغل بدالة هاتف، ولكن قاده القدر لأن يصبح أعظم لاعب أفريقي على الاطلاق وأحد أبرز اللاعبين على مستوى العالم وقدوة ومثالاً يحتذى للعديد من المواهب الافريقية، ومهد نجاحه الفائق الطريق لهم للاحتراف في أكبر الأندية الأوروبية مثل الغاني كوفور في بايرن ميونيخ، والنيجيري كانو في ارسنال، والسنغالي الحاجي ضيوف في ليفربول، وباتريك مبوما، وصموئيل ايتو، وأوكوشا وغيرهم من أسراب الطيور الافريقية المهاجرة الى أوروبا في موسم الهجرة الى الشمال· انه حقاً مفخرة افريقيا كما وصفه الزعيم الافريقي مانديلا·